حينما يشعر كل من الزوجين بالرضا عن الطرف الآخر، فإن ذلك يفتح باب السلامة بينهما، فيجعل قلب كل منهما سليما نقيا تجاه الآخر، فسلامة القلب قرين الرضا.
والرضا بين الزوجين شجرة طيبة تثمر إخلاص كل منهما للآخر، وأفضل ما ينتج عن الرضا بين الزوجين هو الشكر لله تعالى، فلا يشكر الله من لا يرضى بما قسَمه له.
وإذا ما ساد الرضا بين الزوجين، يشعر كل منهما أنه لا ينقصه شيء في حياته الزوجية، ويشعر دائما أنه وُفّق في إختياره لشريك حياته، ويتبع ذلك شعور دائم بالسعادة.
¤ خطوات عملية:
ومن الأمور العملية التي تساعد الزوجان على الشعور بالرضا تجاه الآخر:
1= لا للمقارنات:
من أكثر ما يكدر على الزوجين حياتهما الزوجية ويشعرهما بعدم الرضا، أن يقارن كل منهما -بطريقة شعورية أو لا شعورية- بين شريك حياته وبين غيره من زملاء وزميلات العمل أو الأقارب أو الجيران أو غير ذلك، وهذا بدوره يؤدي إلى وجود مشاعر سلبية لدى الطرفين، فمن ناحية يَشعر الطرف الذي يُقارن بمشاعر عدم الرضا تجاه الطرف الآخر، ومن ناحية أخرى تؤدي هذه المقارنة إلى جرح عميق في مشاعر الطرف الآخر، وطعنا في كرامته.
فعلى الزوجين أن يبتعدا عن عقد هذه المقارنات، وأن يتحليا بالرضا والواقعية، وأن يستحضرا دائما أن لكل إنسان مزاياه وعيوبه وإلا لما كان من البشر.
2= تعظيم الإيجابيات:
فبعض الأزواج يسلطون الضوء على عيوب ونقائص الطرف الآخر، ويعملون دائما على إبراز هذه العيوب وتضخيمها، وفي نفس الوقت يُغفلون ما يتحلى به هذا الطرف الآخر من إيجابيات ومزايا عديدة، وهذا بدوره يقوي الشعور بعدم الرضا عن الطرف الآخر.
وعلى النقيض من ذلك، فعندما يهتم الزوجان بالبحث عن المزايا والإيجابيات التي يتمتع الطرف الآخر، ويعملا على إبرازها وتنميتها، فهذا يمنحهما شعورا بالرضا.
ومن الأمور التي تساعد الزوجان على التعرف على النقاط الإيجابية لدى الطرف الآخر أن يجلس كل منهما وحده ويحضر ورقة ثم يسجل بها ما يتمتع به الطرف الآخر من مزايا وجوانب إيجابية.
3= البعد عن المثالية:
فبعض الأزواج يرجون من الطرف الآخر أن يكون مثاليا في كل تصرفاته، وينتظر منه دائما التصرف على هذا النحو، وعندما يخالف أي منهما هذا التصور فإنه يشعر بعدم الرضا.
وهذا يتطلب من الزوجان أن يتسما بالواقعية في نظرتهما، وأن يدركا أن الطرف الآخر بشر يخطىء ويصيب، يحسن ويسيء، فهذا يجعله أكثر قدرة على قبول بعض التقصير الذي يصدر من شريك حياته دون فقدان الإحساس بالرضا.
4= تقليل الخلافات:
فالرضا الزوجي لا يتحقق إلا إذا خلت الحياة الزوجية بنسبة معينة من المشاكل والصراعات، ولكي يحدث ذلك لابد أن يسعى الزوجان إلى تجنب ما يثير الخلافات بينهما، وأن يتعاملا مع هذه الخلافات إذا حدثت بطريقة ناجحة.
5= تجنب كثرة الشكوى:
فكثرة الشكوى من شريك الحياة، وكثرة الكلام حول ما يصدر منه من أمور غير مقبولة، يؤثر بصورة سلبية على المشاعر، ويزيد الإحساس بعدم الرضا.
فعلى الزوجين أن يتجنبا ذلك، وأن يكونا أكثر صبرا تجاه التصرفات غير المقبولة من الطرف الآخر، وأن يعملا على تعديل هذه التصرفات لدى الطرف الآخر بطريقة لا تجرح مشاعره، وأن يتبعا في ذلك سياسة النفس الطويل.
الكاتب: ياسر محمود.
المصدر: موقع رسالة المرأة.